ينكمش الشعور في إحتباسٍ حراريّ وكأنّ المسافة بين الكلمات هي في منفى إختياري .. بينك وبيني 22 ثورة وألف ربيع .. هو لا يمشي في الليل/ يخاف تقدّم ظلّه .. وظلي دائماً مرآة العابثين بأرواحهم الممتدة من سيدي بو زيد الى بنغازي ..
” الشعب يريد! ” .. أنتشي بالامل ولا تنبعث مكروبوات الاحباط ..
ليست الحرية سوى عبىء الاحلام ..
وليست الاحلام سوى دفن الاحباط ..
ولا تكون الشعوب الاّ في صيرورة الخلق
ولا يعبر التحرير الاّ في ميدانه
ولا يسقط الديكتاتور دون حبوب مهلوسة
ولا تقبل التعازي دون شهداء
ولا تحرق أجساد قبل محمد بوعزيزي
ولا أعرف من ثوراتك سوى صوتك!
صوتك وكل معركة أخرى .. رائحتك وكل أمر آخر .. شعرك وكل شهوةٍ أخرى .. رمادك وكل وسطية محتملة.
أسير في عبقٍ يفيض خيالاً .. أنت والشعوب والدنيا .. ولمن صوت البحر بيطلّع آذان الفجر .. ساعتا بيعلن ربيعك .. ربيع كل العرب.
حواشي النص أجمل منه .. خيبة الجمال تأتي من أطرافه .. والزلزال ينبعث دوماً من تحت الارض.
لا شيء مذهل سوى المحال .. لا شيء مذهل سوى ما هو مجهول .. والمجهول ديكتاتور يتغنى في بلاده .. يعربد في إياك وإياي .. يصنع نظاماً .. ويصبح الاحباط رديفه.
ولا ينمو الاحباط الاّ في فراغ
ولا يسد الفراغ الاّ بالذي يملاْه ..
والممتلىء هو الذي يفيض
والفيض ليس الاّ إمعان الوجود
وكل وجود تأسيس لقوة محتملة!
لا تملكين بلطجية ولا قوى مكافحة الشغب،
دون مسيّل للدموع .. دون موقعة الجمل
أقلّ فساداً من حبيب العادلي
أنت لا تملكين كلّ هذه القوة .. ولديك فائض تلك القوة!
أنت ديكتاتور إضافي!
بيني وبينك ثورة ونصف غير مكتمل .. ولا أعبأ بعدد الثورات الفاصلة بينك وبيني.
بيني وبينك ألف ظل ومئة فرص لتضيق الخيال
وفي إحدى تلك الفرص، يصير الوقت خيالاً مباحاً من مكانك
مكانك شعوب هائجة في أرض عربية …
ولا شعوب هائجة سواك!
عطالله السليم
نيسان 2011